بحث هذه المدونة الإلكترونية

8‏/10‏/2010

النمر الاسيوى------- مهاتير محمد

بلد مساحته تعادل مساحة «320 ألف كيلو متر مربع » ... وعدد سكانه 27 مليون نسمة ، أي ثلث عدد سكان المحروسة مصر ... كانوا حتى عام 1981 يعيشون في الغابات ، ويعملون في زراعة المطاط ، والموز ، والأناناس ، وصيد الأسماك ... وكان متوسط دخل الفرد أقل من آلف دولار سنوياً ... والصراعات الدينية « 18 ديانة » هي الحاكم ... حتى أكرمهم الله برجل أسمه «mahadir bin mohamat‏» ، حسب ما هو مكتوب في السجلات الماليزية .. أو « مهاتير محمد » كما نسميه نحن .. فهو الأبن الأصغر لتسعة أشقاء ...



- والدهم مدرس ابتدائي راتبه لا يكفي لتحقيق حلم ابنه « مهاتير » بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية .. فيعمل « مهاتير » بائع « موز » بالشارع حتى حقق حلمه ، ودخل كلية الطب في سنغافورة المجاورة ... ويصبح رئيساً لإتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 1953 ... ليعمل طبيباً في الحكومة الإنكليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت « ماليزيـا » في عام 1957، ويفتح عيادته الخاصة كـ « جراح » ويخصص نصف وقته للكشف المجاني على الفقراء ... ويفوز بعضوية مجلس الشعب عام 1964 ، ويخسر مقعده بعد خمس سنوات ، فيتفرغ لتأليف كتاب عن « مستقبل ماليزيا الاقتصادي » في عام 1970 ...

- ويعاد انتخابه «سيناتور» في عام 1974 ... ويتم اختياره وزيراً للتعليم في عام 1975 ، ثم مساعداً لرئيس الوزراء في عام 1978 ، ثم رئيساً للوزراء في عام 1981 ، لتبدأ النهضة الشاملة التي قال عنها في كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد علي ..



* فماذا فعل « الجراح الماليزي » ؟

أولاً: رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج ، التي يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات .. وبعد 20 سنة .. حتى عام 2020 !!!



ثانياً: قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة ، وبالتالي خصص أكبر قسم في ميزانية الدولة ليضخ في التدريب والتأهيل للحرفيين .. والتربية والتعليم .. ومحو الأمية .. وتعليم الإنكليزية .. وفي البحوث العلمية .. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة في أفضل الجامعات الأجنبية ..

- فلماذا « الجيش » له الأولوية وهم ليسوا في حالة حرب أو تهديد ؟ ولماذا الإسراف على القصور ودواوين الحكومة والفشخرة والتهاني والتعازي والمجاملات والهدايا .. طالما أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع ؟



ثالثاً: أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته ، وأطلعهم على النظام المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى « النهضة الشاملة » ، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا « بقطاع الزراعة » .. فغرسوا مليون شتلة « نخيل زيت » في أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم في إنتاج وتصدير « زيت النخيل » !!!





ففي قطاع السياحة .. قرر أن يكون المستهدف في عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 1981 ، لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً .. وليحدث ذلك ، فحوّل المعسكرات اليابانية التي كانت موجودة من أيام الحرب العالمية الثانية إلى مناطق سياحية تشمل جميع أنواع الأنشطة الترفيهية والمدن الرياضية والمراكز الثقافية والفنية .. لتصبح ماليزيا « مركزاً عالمياً » للسباقات الدولية في السيارات ، والخيول ، والألعاب المائية ، والعلاج الطبيعي ، و... و... و....



- وفي قطاع الصناعة .. حققوا في عام 1996 طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة في الأجهزة الكهربائية ، والحاسبات الإلكترونية.



- وفي النشاط المالي .. فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم في العالم .. بتروناس.. يضمان 65 مركزاً تجارياً في العاصمة كوالالمبور وحدها .. وأنشأ البورصة التي وصل حجم تعاملها اليومي إلى ألفي مليون دولار يومياً.



- وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض ، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة في العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير ، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة putrajaya‏ بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التي يقطنها الآن أقل من 2 مليون نسمة ، ولكنهم خططوا أن تستوعب 7 ملايين عام 2020 ، ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين والمقيمين والمستثمرين الذين أتوا من الصين والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض ، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار في الليلة !!!





باختصار .. استطاع الحاج «مهاتير» من عام 1981 إلى عام 2003 أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة التي يشار إليها بالبنان ، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً في عام 1981 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الاحتياطي النقدي من 3 مليارات إلى 98 ملياراً ، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار





فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم في بلد به 18 ديانة ، ولم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسي في عام 1981 كان عددهم 14 مليوناً والآن أصبحوا 28 مليوناً ، ولم يتمسك بالكرسي حتى آخر نفس أو يطمع في توريثه لأبنائه أو لأحد من أقاربه ...





- في عام 2003 وبعد 21 سنة ، قرر بإرادته المنفردة أن يترك الجمل بما حمل ، رغم كل المناشدات ، ليستريح تاركاً لمن يخلفه « خريطة طريق » و« خطة عمل » اسمها « عشرين .. عشرين » .. أي شكل ماليزيا عام 2020 والتي ستصبح رابع قوة إقتصادية في آسيا بعد الصين ، واليابان ، والهند.



لهذا سوف يسجل التأريخ .. « أن هذا المسلم » لم ترهبه إسرائيل التي لم يعترفوا بها حتى اليوم ، كما ظل ينتقد نظام العولمة الغربي بشكله الحالي الظالم للدول النامية ، ولم ينتظر معونات أمريكية أو مساعدات أوروبية ، ولكنه اعتمد على الله ، ثم على إرادته ، وعزيمته ، وصدقه ، وراهن على سواعد شعبه وعقول أبنائه ليضع بلده على « الخريطة العالمية » ، فيحترمه الناس ، ويرفعوا له القبعة !!!



- وهكذا تفوق « الطبيب الجراح » بمهارته وحبه الحقيقي لبلده واستطاع أن ينقل ماليزيا التي كانت « فأراً » إلى أن تصبح « نمراً » آسيوياً يعمل لها ألف حساب !!!.

* أما « الجراحون » عندنا ، وفى معظم بلادنا العربية ، فهم « كحلاقي القرية » الذين يمارسون مهنة الطب زوراً وبهتاناً .. فتجدهم ، إذا تدخلوا « بغبائهم » و « جهلهم » و « عنادهم »، - إلا من رحم ربي - قادرين بإمتياز على تحويل « الأسد » إلى « نملة » !!!.



سبحان الله ... إن لله في خلقه شؤون...!!!



عرفتم الآن أخوتي ... كيف يتحول الفأر إلى نمر ؟!!



وكيف تحول الأسد العربى والإفريقى والإسلامى إلى فأر ؟

منقول



هناك 3 تعليقات:

Sahar Elgafary يقول...

بسم الله والصلاة علي رسول الله
والله لقد فرت الدموع من عيني علي أحوالنا وأحوال شبابنا في مصرنا الحبيبه..رغم متابعتي الدائبه لأعمال هذا الرجل المسلم في كل مكان وعلي صفحات النشر المتعدده ..لكنني كلما قرأت عنه بكيت ..فلقد أنجبنا جيلا مرفها رغم كل الأزمات الأقتصاديه وما شابه..
لقد أنجبتنا أمهاتنا مرفهين منعمين نشير أنا نريد ولا يهم من أين وكيف..؟!
كم تمنيت طوال حياتي أن أجد أسر مصريه تخلق من لأولادهم أبطالا بالعمل والجد والشغل علي الذات..فنحن نسمن في فراشنا حتي نتزوج بدون حمل أية مسؤليه حتي نشأت أجيالا معتمدة علي بعضها البعض لا علي السواعد المفتولة أو العقول الناضجه..
في الغرب الذي لا أحب فيه سوي العلم والتكنولوجيا الأيجابيه يربون أطفالهم علي الأعتماد علي النفس..كليتا ..في المأكل والملبس وأحيانا السكن مع تحفظي الشديد علي جميع سلبيات هذا الفكر..
لو أخذنا به تحت مظلة القيم والآسلام لبنينا حضارة تفوق كل الحضارات ..أو حتي لأنجبنا فردا واحدا مثل مهاتير...محمد مهاتير ..إني أدعوا الله لهذا الرجل أن يتجاوز عن سيئاته ..ويدخله فسيح جناته..والله قد أعز الأسلام بنهضته فلقد أثبت للعالم أن الأسلام لا يعوق أبدا أية تطور وأي حضاره..كما يفتري علينا الغرب وتفتري المتشدقات بالحريه أن لا ندخل الدين في الدوله ..والنبي (ص) كان أحنك السياسيين ...وقد بعثه الله عزوجل ..لأقامة دولة الدين علي الأسلام والتسليم لله رب العالمين..
لقد دمر الفساد مصر ..وحكمها المرتشون والمخمورون ..وكبلونا بلقمة العيش
وحشو عقولنا بوحش لأسعار الذي يقف علي أبوابنا ليل نهار ..فمنعونا التدبر والتفكر والنهوض من الأزمه الي دائره الرغي والشكوي والطمام والفاصوليا زي ماقالت ست فريده علي المحور..كأننا سنموت إن لم نستعمل الطماطم في أكلاتنا ..إننا شعب يستحق ما يحدث له لأن هذه الحكومة إفراز أمهات لم يربوا أبنائهم علي مراقبة الله في السر والعلن ...فما نحن فيه بأيدينا ..

نريد أن نربي الآن حكوماتنا حتي تنهض مصر في يوم من الأيام ..فكم حباها الله ..من أمن وأمان ..وحسن جو ومكان..
عندنا ما نتفوق به ..ولكن للأسف طاقاتنا معطله أما بدأ من البرشام حتي الهيروين..والأسوء من يتخذون من النت السيء منه لنسكن في بيوتنا وحش يأكل أولادنا دون أن نشعر...
سأمسك نفسي لأن حزني علي وطني ونفسي وأولادي مستقبلا شديد..فأنا لآ أستطيع التوقف عن الكتابه ولكنني سأرفق بك..

دام فكرك..وسطعت مدونتك نحو خير تنشريه وتنشديه..
دمتي موفقه..ودام أتصالنا..

darien يقول...

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد
هناك دائما امل لابد وان نؤمن بان مادمات الحياه هناك امل ولا نسلم يالياس
بلادنا بالفعل بها عقول وضمائر لاتقل عن مهاتير محمد ومهما تم من قمع واحباط لشباب مصر لن يسطيعوا الوقوف امام هذه العقول
ومعكى فى امنيتك بان تعد الاسر المصريه ابنائها على العمل والشغل على الذات من الصغر
وايضا اضيف لابد من الاهتمام بالبحث العلمى واعطائه من ميزانيات الحكومه
ما يستحق والاهتمام بالزراعه
مصر ما زالت فى داخلها المزيد من الخيرات ولكن مع وجود مثل هذه الحكومات لن نستطيع اكتشاف اى منها

التخطيط السليم لهذالوطن والاعتماد على عقول وضمائر الشرفاء لابد من وضع خطط قصيره وطويله المدى للتطوير واعاده هيكله هذا الوطن

ويبقى دائما الامل

دمتى بكل خير ودام دعمك لنا واتصالنا دائما

شمس العصارى يقول...

وضع نظام " فى ظاهره الشدة وفى باطنه الرحمة " هذا وصف ما فعله مهاتير محمد
استلم الحكم وماليزيا بعض دولة وتركه - عن رغبة - وماليزيا احد النمور الطامحة لمصاف الدول المتقدمة
لدرجة ان الشعب الماليزى كان يتنفس الهواء ومهاتير محمد
لا انسى كيف قامت امريكا ولم تقعد حينما طرح اسم مهاتير محمد لخلافة عنان فى الامم المتحدة
تحية تقدير واجلال لرجل اقل ما يوصف بانه يقف على ارض اسلامية صلبة
مقال جميل يا دارين

من أنا

cairo, Egypt
انسان يبحث عن ذاتة